نحو عمارة خضراء | التصميم المعماري المستدام
- Raghad
- 13 مارس 2023
- 2 دقيقة قراءة
“العمارة الخضراء أو المباني والمدن الصديقة للبيئة Ecofriendly تعتبر أحد الاتجاهات الحديثة والتي تدعو لإرساء دعائم فكر معماري وبيئي جديد بصورة أكثر عمقًا وفهمًا وارتباطًا بالطبيعة وبالأنظمة البيئية ككل. إنها رؤية معمارية وتخطيطية جديدة في ألفية جديدة.”
انتهيت مؤخرًا من كتاب جميل يُعتبر أول قراءاتي في مجال الاستدامة العمرانية.
يوضح د.يحيى وزيري في هذا الكتاب الأسس والمفاهيم الرئيسية للمباني والمدن الصديقة للبيئة بأسلوب علمي سهل مبسط حتى يستفيد منه كل من القارئ المتخصص أو غير المتخصص.

يبتدئ د.يحيى وزيري بالحديث عن المباني والمدن المريضة في الفصل الأول من الكتاب، يسرد فيه كيفية تأثير الإنسان على البيئة على مر العصور، ومن ثم يتحدث عن خصائص المباني والمدن المريضة.
متلازمة المبنى المريض Sick building syndrome
يتحدث الكاتب عن المباني المريضة والصفات الي تتصف بها وهي كالتالي:
الإسراف في استخدام الطاقة والمواد.
مساهمة المبنى في تلويث البيئة بما يخرج منه من انبعاثات غازية وأدخنة أو فضلات صلبة وسائلة.
عدم تهيئة جو صحي داخل المبنى نتيجة استخدام مواد كيماوية في التشطيبات أو ملوثات أخرى مختلفة.
العمارة الخضراء Green Architecture
ينتقل في الفصل الثاني إلى الموضوع الرئيسي للكتاب، وهو العمارة الخضراء Green Architecture وهي أحد الاتجاهات الحديثة في الفكر المعماري الذي يهتم بالعلاقة بين المباني والبيئة.
وينهي مقدمة الفصل بتعريف للعمارة الخضراء بأنها:”عملية تصميم المباني بأسلوب يحترم البيئة مع الأخذ في الاعتبار تقليل استهلاك الطاقة والمواد والموارد مع تقليل تأثيرات الإنشاء والاستعمال على البيئة، مع تعظيم الانسجام مع الطبيعة”
فالعمارة كي تكون خضراء أو مستديمة يجب أن تقابل احتياجات الحاضر دون إغفال حق الأجيال القادمة لمقابلة احتياجاتهم أيضًا. إلى جانب تقليل تكاليف إنشاء المبنى وتشغيله.
كذلك يذكر أهم مبادئ العمارة الخضراء وهي:
الحفاظ على الطاقة Conserving Energy
التكيّف مع المناخ Adapting with Climate
التقليل من استخدام الموارد الجديدة minimizing new resources
احترام الموقع Respect for site
احترام المتعاملين والمستعملين Respect for users
معايير تصميم المباني الصديقة للبيئة
أما الفصل الثالث فيأتي بعنوان معايير تصميم المباني الصديقة للبيئة،
يتحدّث في أول معيار وهو “استخدام الطاقات الطبيعية” عن توفير الراحة الحرارية داخل المبنى Thermal Comfort. من ثم ينتقل لاستراتيجيات التصميم المناخي الواعي بالطاقة لمواجهة مشاكل الراحة الحرارية في المناطق الحارة الجافّة، ففي فصل الشتاء يجب أن يراعى في تصميم المبنى الاستفادة القصوى من الاكتساب الحراري عن طريق الإشعاع الشمسي مع تقليل فقد الحرارة من داخل المبنى. أما في الصيف يُراعى العمل على تجنب الإشعاع الشمسي وتقليل الاكتساب الحراري والعمل على فقد الحرارة من داخل المبنى وتبريد فراغاته الداخلية بالوسائل المعمارية المختلفة.
وثاني معيار هو مواد البناء الصديقة للبيئة فيذكر أن الطاقة المستخدمة لإنشاء مبنى تكون أكبر من الطاقة المستخدمة في تشغيله لمدة تتراوح من 10 إلى 20 سنة. لذلك يجب التدقيق في اختيار المواد من وجهة نظر محتوى الطاقة بعناية فائقة.
بشكل عام، يجب أن يتوفر في مواد البناء شرطين أساسيين حتى تكون صديقة للبيئة:
ألا تكون من المواد عالية الاستهلاك للطاقة سواء في مرحلة التصنيع أو التركيب أو حتى الصيانة.
ألا تساهم في زيادة التلوث الداخلي بالمبنى أي أن تكون من مجموعة مواد البناء الصحية.
أما المعايير الأخرى فهي; أساليب الحفاظ على الماء داخل المباني، جودة الهواء داخل المباني، الإضاءة والمبنى، فلسفة استعمال الألوان، التصميم الصوتي وتجنب الضوضاء، التصميم الآمن للمبنى، الطابع المعماري المتوافق مع البيئة، وآخرًا، الحديقة والمبنى.

البحث عن المدينة المثالية
في الفصل الرابع والأخير ، ينتقل من مستوى المبنى الأخضر إلى مستوى المدن والتخطيط الحضري المستدام، فيذكر عدة نظريات حضرية لمعماريين ومنظّرين في القرون السابقة وحتى القرن العشرين.
بالنسبة لرأيي الشخصي، فإن الكتاب يُعتبر مقدمة بسيطة وغير متعمقة في التفاصيل التقنية لموضوع التصميم المستدام، قراءة ممتعة.
تعليقات